وتميّز أحدهما عن الآخر.
فإذا حَصَلت مثل هذه المعرفة اختار الإنسانُ الحقَّ في ظروف طبيعية قطعاً.
صحيح أن «الجهاد» هو أحد الفرائض والواجبات الإسلامية المهمّة جداً ، ولكن لا يعني الجهادُ قط إجبارَ الآخرين على اعتناق الإسلام ، بل المقصود منه إزالة الموانع والعراقيل عن طريق الدعوة الإسلامية وإبلاغ الرسالة الإلهيّة إلى مسامع الناس في العالم كَي ما يتبيّن الرشد من الغيّ.
ومن الطبيعيّ إذا مَنَعَ أرباب الثروة والسلطة انطلاقاً من الدوافع المادية والشيطانية من إبلاغ الرسالة الإلهيّة الهادية إلى مسامع الناس وأفئدتهم ، اقتضت فلسفة النبوة (وهي هداية البشرية وإرشادهم) أن يقوم المجاهدون بإزالة هذه الموانع ، والعراقيل ، لتتوفّر الشروط والظروف اللازمة لإبلاغ دعوة الحق إلى أبناء البشرية.
اتّضح ممّا سبق من الأبحاث ـ رؤية الإسلام حول الكون والإنسان والحياة ـ على أنّ هناك نقاطاً وأصولاً أُخرى أيضاً سنأتي بها في مكانها المناسب.
وها نحن نشرع في استعراض مواقف الإسلام ورؤاه في صعيد المعتقدات والأحكام.