المبحث الأول
أهداف سورة «التين» (١)
سورة التين سورة مكية ، آياتها ٨ آيات ، نزلت بعد سورة البروج.
والحقيقة الرئيسة التي تعرضها سورة التين ، هي حقيقة الفطرة القويمة التي فطر الله الإنسان عليها.
يقسم الله سبحانه على هذه الحقيقة ، بالتين والزيتون وطور سينين ، وهذا البلد الأمين.
وقد كثرت أقوال المفسّرين في التين والزيتون ، فقيل هما جبلان بالشام ، وقيل : هما هاتان الثمرتان اللتان نعرفهما بحقيقتهما ، وقد أقسم الله تعالى بهما لأنهما عجيبتان من بين الأشجار المثمرة.
(وَطُورِ سِينِينَ) (٢) هو الطور الذي نودي موسى (ع) من جانبه ، (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (٣) ، هو مكّة بيت الله الحرام.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن صورة ، بانتصاب قامته ، وأحسن وجهه ، واستجماعه لخواصّ الكائنات في تركيبه.
(ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) (٥) : أي ثمّ كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة الله عليه ، أن رددناه أسفل سافلين ، حيث تصبح البهائم أرفع منه وأقوم ، لاستقامتها على فطرتها ، وإلهامها تسبيح ربها ، وأداء وظيفتها على هدى ؛ بينما هو المخلوق في أحسن تقويم يجحد ربه ، ويرتكس مع هواه.
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.