المبحث الأول
أهداف سورة «الإخلاص» (١)
سورة الإخلاص سورة مكية ، آياتها أربع آيات نزلت بعد سورة الناس.
وتشتمل هذه السورة على أهم أركان الإسلام التي قامت عليها رسالة النبي (ص) ؛ وهذه الأركان ثلاثة :
الأول : توحيد الله وتنزيهه.
والثاني : بيان الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات.
والثالث : أحوال النفس بعد الموت ، وملاقاة الجزاء من ثواب وعقاب ، وصفة اليوم الاخر وما فيه من بعث ، وحشر ، وحساب ، وجزاء ، وصراط ، وميزان ، وجنة ، ونار.
وأول هذه الأركان هو التوحيد والتنزيه لإخراج العرب وغيرهم من الشرك والتشبيه ، ولهذا ورد في الحديث أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن ، لاشتمالها على التوحيد وهو أصل أصول الإسلام.
وفي كتب التفسير : أن هذه السورة نزلت جوابا للمشركين ؛ حينما سألوا رسول الله (ص) ، أن يصف لهم ربّه ، ويبيّن لهم نسبه ، فوصفه لهم ونزّهه عن النسب ، إذ نفى عنه أن يكون والدا ، أو مولودا ، أو يكون له شبيه ، ومثيل.
(الرَّحِيمِ) [الآية ١] ضمير تفسّره الجملة التالية (اللهُ أَحَدٌ) (١) ، وهو يدلّ على فخامة ما يليه ، بإبهامه ، ثم تفسيره ، ممّا يزيده تقريرا.
(اللهُ أَحَدٌ) (١) : (الله) علم : دالّ على الذات العليّة دلالة مطلقة ،
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.