المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «الضحى» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة الضحى بعد سورة الفجر ، ونزلت سورة الفجر فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة ، فيكون نزول سورة الضحى في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أولها : (وَالضُّحى) (١) (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) (٢) وتبلغ آياتها إحدى عشرة آية.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة تثبيت النبي (ص) وإيناسه ، وكان الوحي قد أبطأ عليه بعد نزوله ، فقلق لإبطائه وحزن ، وقد ذكر سبحانه في تثبيت الرسول (ص) أنه عليه الصلاة والسلام كان يتيما فآواه ، وفقيرا فأغناه ، ثمّ أمره بمواساة اليتيم والفقير ، وبهذا أشبهت سورة الضحى سورة الليل في بعض سياقها.
تثبيت النبي (ص)
قال الله تعالى : (وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (٣) فأقسم بالضحى ، وما بعده أنه لم يودعه ، ولم يقله بإبطاء الوحي عليه ، وضمن له حسن العاقبة ، وأنه سيعطيه حتّى يرضى ؛ ثمّ أمره أن يذكر ماضيه في يتمه وأمّيّته وفقره ، ويذكر حاله الآن
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.