المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «التين» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة التين بعد سورة البروج ، ونزلت سورة البروج فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء ؛ فيكون نزول سورة التين في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أولها : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (١) وتبلغ آياتها ثماني آيات.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة ، إثبات أن الإسلام دين الفطرة ، وتوبيخ من يكذّب به وينحرف عنه ؛ وبهذا ناسبت هذه السورة سورة الشرح ، لأنها كانت في تثبيت النبي (ص) على تكذيب قومه له ، وانحرافهم عن دينه.
الإسلام دين الفطرة
الآيات [١ ـ ٨]
قال الله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (٤) ، فأقسم بهذا ، على أنه خلق الإنسان في أوّل أمره ، في أكمل عقل ودين وعلم ؛ وذكر سبحانه أن هذا الإنسان انحرف عن هذا ، فردّه أسفل سافلين ، إلّا من استقام في دينه ، فلهم أجر غير ممنون ؛ ثمّ وبّخه على انحرافه ، وهدّده بقوله تعالى : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) (٨).
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.