تَقْوِيمٍ (٤)) فطرة واستعدادا ، (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) (٥) ، حينما ينحرف بهذه الفطرة ، عن الخطّ الذي هداه الله اليه ، وبيّنه له.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، فلهم أجر دائم غير مقطوع ، ولا منقوص ، ولا ممنون.
فمن يكذّبك بالدين بعد ظهور هذه الحقيقة؟ وبعد إدراك قيمة الإيمان في حياة البشرية؟
(أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) (٨) : أليس الله بأعدل العادلين ، حينما يحكم في أمر الخلق على هذا النحو؟ أو أليست حكمة الله بالغة؟
والعدل واضح والحكمة بارزة ، ومن ثم ورد في الحديث المرفوع : إذا قرأ أحدكم (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (١) فأتى آخرها : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) (٨) ، فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
مجمل ما تضمنته السورة
أقسم الله تعالى ، بأنه أحسن خلق الإنسان ، فجعله منتصب القامة ، متّسق الأعضاء والخواصّ ، وقد يردّه إلى أرذل العمر ، فيصير ضعيفا هرما.
أو أنه فطر الإنسان أحسن فطرة نفسا وبدنا وعقلا ، إلّا أنه تمشّيا مع رغباته الأثيمة ، ونزواته الشريرة ؛ انحطّت منزلة بعض أفراده ، فصيّرهم الله الى منازل الخزي والهوان ؛ واستثنى الله تعالى من هذا المصير ، أولئك الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير منقطع ؛ وأشارت السورة أيضا إلى أن الله تعالى هو أعدل الحاكمين ، وأعلى المدبّرين حكما.