المبحث الأول
أهداف سورة «الماعون» (١)
سورة «الماعون» سورة مكّيّة باياتها الثلاث الأولى ، ومدنية بالآيات الأخر ، وهي أربع آيات نزلت بعد سورة «التكاثر».
وهي سورة ذات معنى أصيل في الشريعة ، تعالج حقيقة ضخمة مضمونها : أنّ هذا الدين ليس مظاهر وطقوسا ، ولكنه عقيدة صادقة ، ويقين ثابت ، وإخلاص لله. ويتمثّل هذا اليقين بسلوك نافع ، وحياة مستقيمة. كما أن هذا الدين ليس أجزاء وتفاريق موزّعة منفصلة ، وإنما هو منهج متكامل ، تتعاون عباداته وشعائره في تحقيق الخير للفرد والجماعة.
مفردات السورة
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١) : الخطاب موجّه للنبيّ ابتداء ، والمراد بالدّين الحساب والجزاء.
(يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (٢) : يظلمه ويمنعه حقّه ، أو يزجره وينهره لو قصده لعون أو مساعدة.
(يَحُضُ) : الحضّ هو الحثّ على الشيء والترغيب فيه بشدّة.
(فَوَيْلٌ) : الويل الهلاك والعذاب ، وقيل اسم لواد في جهنّم شديد العذاب.
(الْماعُونَ) (٧) : المراد بالماعون الزكاة ، ومن معانيه المعروف والماء ، وكل ما ينتفع به ، أو كل مستعار بين
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.