المبحث الأول
أهداف سورة «النصر» (١)
سورة النصر سورة مدنية وآياتها ٣ آيات.
ومع صغرها فإنها حملت البشرى لرسول الله (ص) بنصر الله والفتح ، ودخول الناس في دين الله أفواجا ، ثم طلبت منه التسبيح والحمد والاستغفار.
المفردات
(وَالْفَتْحُ) (١) : المراد به فتح مكة.
(أَفْواجاً) (٢) : زمرا وجماعات.
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) [الآية ٣] : ونزّهه وقدّسه.
(وَاسْتَغْفِرْهُ) : ممّا قد يكون منك ، وهو لتعليمنا.
(تَوَّاباً) (٣) : كثير المتاب والغفران لمن تاب.
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) [الآية ١] وأظهرك على أعدائه ، وفتح لك مكّة ، (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ) [الآية ٢] فوجا بعد فوج ... فنزه ربّك ، حامدا إيّاه على ما أولاك من النّعم والمنّة ، واستغفر الله ، لحظة الانتصار ، من الزهو والغرور والتقصير ؛ إنه كان ، ولم يزل ، توّابا كثير القبول للتوبة ، يحبّ التوّابين ، ويحب المتطهّرين.
ولمّا دخل النبي (ص) مكّة فاتحا منتصرا ، انحنى على راحلته ، حتى أوشك أن يسجد عليها وهو يقول : تائبون ، آئبون ، حامدون ، لربنا شاكرون.
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.