المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «الهمزة» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة الهمزة بعد سورة القيامة ، ونزلت سورة القيامة فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء ، فيكون نزول سورة الهمزة في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أوّلها : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (١). وتبلغ آياتها تسع آيات.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة تحريم الاغترار بالمال وما يجرّه من تنقيص الناس ، وهي ، في هذا ، تشبه السورتين المذكورتين قبلها ؛ ولهذا ذكرت بعد السورة السابقة لمناسبتها لها في سياقها.
تحريم الاغترار بالمال
الآيات [١ ـ ٩]
قال الله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (١) ، فذكر أن الويل لكل عيّاب في النّاس بأفعاله أو أقواله ، لأنه جمع من المال ما لم يجمعه غيره فتعالى به عليه ، ثمّ هدّده بالنّبذ أي الطرح في الحطمة ، وذكر أنها ناره الموقدة ، وأنها تطّلع على الأفئدة ، أي يبلغ ألمها إليها ، وأنّها عليهم مؤصدة ، أي مطبقة مغلقة (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩).
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.