منها مانقله عن ابن عباس ، لما نزلت آية : (انَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اولئكَ هُمْ خَيْرُ البَريَّةِ) ، قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : «هم أنت وشيعتك» (١).
وجاء في رواية اخرى عن أبي بريدة : لما تلا النبي صلىاللهعليهوآله هذه الآية ، قال لعلي عليهالسلام : «هم أنت وشيعتك ياعلي» (٢).
كما ذكر هذا الحديث الكثير من علماء الإسلام لاسيما من أهل السنّة مثل ابن حجر في صواعقه ومحمد الشبلنجي في نور الأبصار (٣).
بناءً على شهادة هذه الروايات ، فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله هو الذي إختار لأتباع علي عليهالسلام ومحبيه هذه التسمية «الشيعة» ، فهل يبقى مجال للعجب في انزعاج البعض من هذا الاسم ويعتبرونه شؤماً ونحساً ، ويعدون حرف (الشين) الذي في مطلعه سبباً «للشر» و «الشؤم» وسائر الألفاظ التي تبتدئ بحرف الشين؟! على الرغم من أنّ حرف (السين) في مطلع اسم المذهب الآخر ، تبترئ به كلمات من قبيل (السُمّ) و (السَرطان) و (السِلّ) و (السَفاحة) وغير ذلك.
إنّ هذه التعابير تعتبر بحق مثيرة للدهشة بالنسبة للباحث الذي يرغب في أن يسير في ظل البراهين المنطقية دائماً. والحال يمكن اختيار كلمات حسنة أو سيئة لكل حروف الهجاء بدون استثناء.
على أيّة حال فتاريخ ظهور الشيعة ليس بعد ارتحال النبي صلىاللهعليهوآله بل في حياته صلىاللهعليهوآله ، حين اطلق هذه الكلمة على محبي واتباع علي عليهالسلام ، وكلُّ الذين يعتقدون بالنبي صلىاللهعليهوآله أنّه رسول الله ، يعرفون أنّه لا يتكلم عن الهوى ، (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوى * إنْ هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحى). (النجم / ٣ ـ ٤)
وإذا ما قال لعلي عليهالسلام : أنت وشيعتك المفلحون يوم القيامة فهذه حقيقة.
* * *
__________________
(١) شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ٣٥٧.
(٢) المصدر السابق ، ص ٣٥٩.
(٣) الصواعق ، ص ٩٦ ؛ ونور الابصار ص ٧٠ و ١٠١ ، ومن أجل المزيد من الاطلاع على رواة هذا الخبر والكتب التي ذُكر فيها راجعوا من احقاق الحق ، ج ٣ ، ص ٢٨٧ وما بعدها والجزء ١٤ ، ص ٢٥٨.