شفاء الصدور» لأبي بكر النقاش الموصلي ، وكتب اخرى.
وقد أورد بعض المفسرين أو المحدِّثين الذين يُقرّون بفضائل علي عليهالسلام على مضضٍ إشكالات مختلفة على سبب النزول هذا ، أهمها الإشكالات الأربعة التالية التي أوردها صاحب تفسير المنار وآخرون بعد ذكرهم لهذه الرواية :
الإشكال الأول : إنّ سورة المعارج مكية ، ولا تتناسب مع واقعة غدير خم.
والجواب : إنّ كون السورة مكية لا يعتبر دليلاً على أنّ جميع آياتها نزلت في مكة ، فلدينا العديد من سور القرآن الكريم التي تُدعى بالمكية وكتبت في جميع المصاحف على أنّها مكية ، بيد أنّ عدداً من آياتها نزلت في المدينة ، وكذا العكس ، فعلى سبيل المثال أنّ سورة العنكبوت من السور المكية ، والحال أنّ آياتها العشر الاولى نزلت في المدينة ، على ضوء قول الطبري في تفسيرهِ المعروف ، والقرطبي في تفسيره وآخرين من العلماء (١).
أو سورة الكهف المعروفة بأنّها مكية بينما نزلت آياتها السبع الاولى في المدينة استناداً لتفسير «القرطبي» ، و «الاتقان» للسيوطي ، وتفاسير عديدة (٢).
وهكذا فهنالك سورٌ عُدَّت بأنّها مدنية بينما نزلت آيات منها في مكة ، مثل سورة «المجادلة» فهي مدنية كما هو معروف ، إلّاأنّ الآيات العشر الاولى منها نزلت في مكة ، طبقاً لتصريح بعض المفسرين (٣).
وموجز الكلام أنّه توجد حالات كثيرة بأنّ تذكر سورة على أنّها مكية أو مدنية ، ويكتب عليها في التفاسير والمصاحف هذا الاسم إلّاأنّ جانباً من آياتها قد نزل في موضع آخر.
وعليه فلا مانع أبداً من أن تكون سورة المعارج هكذا أيضاً.
الاشكال الثاني : جاء في هذا الحديث أنّ الحارث بن النعمان جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله في الأبطح ، ونحن نعلم أنّ الأبطح اسم لوادي مكة ، ولا تتلائم مع نزول الآية بعد واقعة الغدير بين مكة والمدينة.
__________________
(١) تفسير جامع البيان ، ج ٢٠ ، ص ٨٦ ؛ وتفسير القرطبي ج ١٣ ، ص ٣٢٣.
(٢) للمزيد من الاطلاع على الموضوع ، راجعوا الغدير ، ج ١ ، ص ٣٥٦ ، و ٢٥٧.
(٣) تفسير أبي السعود الذي كتب على هامش تفسير الرازي ، ج ٨ ص ١٤٨ ؛ والسراج المنير ، ج ٤ ، ص ٣١٠.