ثلاثة من كبار المفسرين الذين يعتقدون به وتقبلوه بقبول حسن ولم يوردوا عليه مؤاخذه.
هذا في الوقت الذي يقول الفخر الرازي في ذيل هذا الحديث : وإن كان في معنى «آل» جدل واختلاف ، ولكن «لا شك أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول الله أشدّ التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل».
ويقيم «الفخر الرازي» أيضاً شواهد وقرائن كثيرة على هذا المعنى بأنّ علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام داخلون في هذه الآية (١).
يتبيّن ممّا قيل آنفاً أنّ بعض الروايات التي نقلت في ذيل هذه الآية والتي تقول : «إنّ المخاطب فيها هم كفار قريش ، والمراد هو أن لا تنسوا قرابتي منكم ولاتؤذوني لقرابتي منكم» لايمكن قبولها ، ويحتمل أنّ وُضّاع الحديث قد نقلوا مثل هذا الأمر ، للتقليل من أهميّة منزلة أهل البيت عليهمالسلام ، لأنّ مثل هذا الخطاب لكفار قريش يتعارض تماماً مع مفهوم الآية ، فمن المستحيل أن يقول النبي صلىاللهعليهوآله لهم لا أسألكم أجراً سوى أن لا تنسوا قرابتي منكم وهم غير موقنين أطلاقاً برسالة النبي صلىاللهعليهوآله فضلاً عن رغبتهم في اعطائه الأجر.
خلاصة القول ، إنّ أولئك الذين تمسكوا بهذه الرواية ولكنهم يقطعون علاقة الآية بأهل البيت عليهمالسلام هم في الحقيقة ينكرون مضمون الآية لأنّ طلب أجر الرسالة من منكريها فارغ عن المعنى تماماً.
ونختتم هذا البحث بأبيات من الشعر حيث ذكرها الفخر الرازي والآلوسي في «التفسير الكبير» و «روح المعاني» في ذيل هذه الآية ليكون ختاماً مباركاً لهذا البحث ويكون «ختامه مسك».
وهذا الشعر صادر عن الإمام الشافعي المعروف باعتقاده الراسخ بأهل البيت عليهمالسلام إذ يقول :
يا راكباً قف بالُمحصب من منى |
|
واهتف بساكن خيفها والناهض |
سَحراً إذا فاض الحجيج إلى مِنى |
|
فيضاً كَمُلْتَطَمِ الفرات الفائضِ |
__________________
(١) للمزيد من الاطلاع راجعوا تفسير الكبير ، ج ٢٧ ، ص ١٦٦ و ١٦٧.