عميس» تقول : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول : «صالح المؤمنين علي بن أبي طالب» (١).
وروي في الكتاب نفسه عن «ابن عباس» أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال بحق علي بن أبي طالب عليهالسلام : «هو صالح المؤمنين» (٢).
ويروي عن «عمار بن ياسر» قوله : سمعت علياً عليهالسلام يقول : دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : «ألا أُبشرك : قلت : بلى يا رسول الله ومازلت مبشراً بالخير ، قال : قد أنزل الله فيك قرآناً ، قلت : وما هو يا رسول الله؟ قال : قُرنت بجبرئيل ، ثم قرأَ : وجبريل وصالح المؤمنين» (٣).
وينقل هذا المعنى أيضاً في رواية أُخرى عن «حذيفة».
وفي رواية ينقل عن «ابن سيرين» ، وفي اخرى عن «علي بن أبي طالب» نفسه ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «صالح المؤمنين ، علي بن أبي طالب» (٤).
كما نقل الكثير من المفسرين هذا الحديث في تفاسيرهم ، منهم السيوطي في «الدر المنثور» في ذيل الآية عن «ابن عباس» و «أسماء بنت عميس».
ويقول «البرسوئي» في تفسير «روح البيان» بعد نقله لهذه الأقوال في ذيل هذه الآية : منها قول مجاهد في أنّ المراد من صالح المؤمنين ، علي عليهالسلام ويؤيده قوله صلىاللهعليهوآله : «يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» ، ثمّ ينقل آيات عديدة حيث اطلق الباري تعالى كلمة الصالحين في القرآن الكريم على كبار الأنبياء ، ويستنتج بأنّه لمّا كان علي عليهالسلام بمنزلة نبي الله «هارون» ، فهو جدير بصفة الصالحين (٥).
بالإضافة إلى أنّ هذه الرواية نقلت من قبل جماعة آخرين مثل «العسقلاني» في «فتح الباري» ، و «ابن حجر» في «الصواعق» ، و «علاء الدين المتقي» في «كنز العمال».
وخلاصة القول : إنّها منقبة عظيمة لا نظير لها إذ قرن الله تعالى صالح المؤمنين بجبرئيل،
__________________
(١) شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ، ح ٩٨٢.
(٢) المصدر السابق ، ص ٢٥٨ ، ح ٩٨٧.
(٣) المصدر السابق ، ص ٢٥٩ ، ح ٩٨٩.
(٤) المصدر السابق ، ص ٢٥٥ ـ ٢٦٣.
(٥) تفسير روح البيان ، ج ١٠ ، ص ٥٣.