ومن الذين نقلوا هذه الرواية هو «ابن المغازلي» (على ضوء نقل ابن البطريق) في كتاب «العمدة» ، و «سبط ابن الجوزي» في «التذكرة» ، و «ابن كثير» في «تفسيره» ، و «ابن حجر» في «الصواعق» ، و «العلّامة الشوكاني» في «فتح القدير» ، و «الشيخ سليمان القندوزي» في «ينابيع المودة» (١).
والمسألة الجديرة بالاهتمام أيضاً هي أنّ «القاضي روز بهان» الذي يتّصف بتعصب خاص في القضايا المتعلقة بالإمامة والخلافة ، وكتابه المسمى «ابطال نهج الحق» شاهد على هذا المعنى ، يقول في معرض اجابته للعلّامة الحلّي بشأن هذه الآية (حيث ينقل العلّامة الحلّي في كتابه ، عن طريق أهل السنّة عن ابن عباس سابقُ هذه الامّة علي بن أبي طالب) في كتابه «ابطال نهج الحق» : هذا الحديث جاء في روايات أهل السنّة ولكن بهذه العبارة : سبّاق الامّة ثلاثة : مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار ، وعلي بن أبي طالب» ثم يضيف : ولا شك أنّ علياً عليهالسلام سابق في الإسلام ، وصاحب السابقة والفضائل التي لا تحصى ، ولكن لا تدل الآية على نص بإمامته (٢).
ولكن ينبغي الالتفات إلى عدم قول أي أحد بأنّ هذه الأحاديث لوحدها تعني النصّ على إمامة علي بن أبي طالب عليهالسلام ، بل الغرض أنّنا عندما نستجمع هذه الآيات والروايات مع بعضها نرى أنّ علياً عليهالسلام ابرز شخص في الأمّة الإسلامية كان لائقاً لهذا المقام ، ولا يلحقه أحد في هذا المجال.
فهل من المناسب أن نقدّم غيره عليه مع كل هذه المناقب التي لا تقبل الانكار ، ونتبع غيره مع وجوده؟!
* * *
__________________
(١) احقاق الحق ، ج ٣ ، ص ١١٤ ـ ١٢٠.
(٢) المصدر السابق ، ص ١٢١.