فقال لها : كيف تجدينك؟ قالت : والله لقد اشتد حزني ، واشتدت فاقتي وطال سقمي .... قال : «أوما ترضين أنّي زوجتُك أقدم امتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً» (١).
* * *
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الحديث أورده ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٥٧» ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق ، ج ١ ، ص ٢٣٢» ، والهيثمي في «مجمع الزوائد ، ج ٩ ، ص ١٠١» ، والمتقي الهندي في «كنز العمال ، ج ١٢ ، ص ٢٠٥» ، وأورده جمع آخر من علماء السنّة في كتبهم.
١٦ ـ يقول «عبد الله بن صامت» (ثابت) وهو من صحابة الرسول صلىاللهعليهوآله : دخلنا يوماً على رسول الله فقلنا : «من أحب أصحابك إليك؟ فإن كان أمر كنّا معه ، وإن كان ناسئة كنا دونه ، قال هذا علي أقدمكم سلماً وإسلاماً» (٢).
ويظهر جلياً من هذا الحديث بأنّ «عبد الله بن ثابت» وأصحابه كانوا يبحثون عن رجل أفضل الناس جميعاً بعد النبي صلىاللهعليهوآله للإمامة والولاية ، فأشار النبي صلىاللهعليهوآله إلى الإمام علي عليهالسلام معرّفاً إيّاه لتحمل هذا الأمر.
١٧ ـ وينقل «بريدة» وهو صحابي من صحابة النبي صلىاللهعليهوآله قصةً مشابهة لقصة «معقل بن يسار» ، حيث نقرأ في نهاية تلك القصة أنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله واسى فاطمة الزهراء عليهاالسلام وقال : «أما ترضين أنّ الله زوجك من أقدم امتي إسلاماً وأغزرهم علماً وأفضلهم حلماً»؟ ثم يضيف : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : والله «إنّ أبنيك سيدا شباب أهل الجنّة» (٣).
١٨ ـ الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام نقل بنفسه هذا المعنى في حديثه المقبول من قبل الجميع ، وقد ورد في كتاب «الجوهرة» تأليف محمد بن أبي بكر الأنصاري : إنّ الإمام
__________________
(١) مسند أحمد ، ج ٥ ، ص ٢٦.
(٢) نقل هذا الحديث أحمد بن مردويه في كتاب المناقب ، احقاق الحق ، ج ١٥ ، ص ٣٣٦.
(٣) أورد هذا الحديث «ابن عساكر» في «تاريخ دمشق» في كتاب «ارجح المطالب» تأليف العلّامة التستري ، ص ١٠٧ و ٣٩٦ فقط.