٥ ـ يقول «مير غياث الدين» مؤلف كتاب «حبيب السير» : «قد ثبت بطرق متعددة أنّه لما نزل قوله تعالى : (انّما انْتَ مُنذرٌ وَلكل قَوْمٍ هادٍ) ، قال صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : «أنا المنذر وأنت الهادي ، بك ياعلي يهتدي المهتدون من بعدي» (١).
٦ ـ وقد نقل الحمويني هذا الحديث أيضاً عن أبي هريرة عن علي عليهالسلام (٢).
٧ ـ ونقل هذا الحديث في «مستدرك الحاكم» عن «أبي بريدة الاسلمي» بشكل واسع فقال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بالطهور وعنده علي بن أبي طالب فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد علي بعد ما تطهر فألصقها بصدره ثم قال : «إنّما أنت منذر» ويعني نفسه ، ثم ردها إلى صدر علي ثم قال : «ولكل قوم هاد» ، ثم قال له : «أنت منار الأنام وغاية الهدى ، وأمير القرّاء ، أشهد على ذلك أنّك كذلك» (٣).
وليس من المستبعد أنْ يكون النبي صلىاللهعليهوآله قد بيَّن هذا الكلام في حالات متعددة وبأشكال مختلفة ، والتعابير المختلفة للأحاديث المذكورة تشهد على هذا الأمر.
كما وردت في مصادر اتباع أهل البيت عليهمالسلام روايات متعددة في هذا المجال ، ولا مجال لذكرها جميعاً ، بل نكتفي بالإشارة إلى بعضها ، فقد ورد في تفسير نور الثقلين (٤) مايربو على خمسة عشر حديثاً منها ما روي عن الإمام الباقر عليهالسلام والإمام الصادق عليهالسلام أنّهما قالا : «كل إمام هاد كل قوم في زمانه» ، وفي تعبير آخر : «كل إمام هادٍ للقرن الذي هو فيه» (٥).
والعجيب أنّ بعض المفسرين قد تناسوا جميع هذه الأحاديث ، وذكروا معاني اخرى للآية المذكورة ، مستندين إلى أقوال بعض الصحابة التي لم تروَ عن النبي صلىاللهعليهوآله ، منها التفسير الذي نُقل عن مجاهد حيث يقول : المراد من «المنذر» محمد صلىاللهعليهوآله والمراد من «لكل قومٍ هادٍ» «إنّ لكل قوم نبيّاً يدعوهم إلى الله»! وهذا تفسير بعيد كما يبدو.
__________________
(١) حبيب السير ، ج ٢ ، ص ١٢.
(٢) احقاق الحق ، ج ٣ ، ص ٩٢.
(٣) تفسير الميزان ، ج ١١ ، ص ٣٢٧ ذيل الآية مورد البحث.
(٤) تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٤٨٢ ـ ٤٨٥.
(٥) المصدر السابق ، ج ١٩ و ٢٠ ، ص ٤٨٣.