وبوجود مثل هذه الشخصية وسط الامّة ، هل يجدر بنا أن نتصور أنّه بالإمكان تسليم خلافة الرسول صلىاللهعليهوآله لغير شخصه؟!
* * *
ولهذه الملاحظة أيضاً أهميّة بالغة في تأكيد مفهوم آية المودّة ، أنّه يستفاد من الروايات الواردة في الكتب المعروفة والمشهورة أنّ علياً عليهالسلام لم يحظ برعاية الرسول صلىاللهعليهوآله ولطف الله تعالى به فحسب ، بل إنّه كان أحبّ المخلوقات عند الله ورسوله أيضاً.
والشاهد على هذا الكلام حديث «الطير» المعروف.
نقرأ في كتاب «المستدرك على الصحيحين» إنّ «أنساً» خادم الرسول صلىاللهعليهوآله مرض بعد أن عمَّر طويلاً بعد النبي صلىاللهعليهوآله فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا علياً عليهالسلام فتنقصه محمد بن الحجاج ، فقال أنس : من هذا أقعدوني فأقعدوه ، فقال : يا ابن الحجاج ، إلّاأراك تنقص علي بن أبي طالب ، والذي بعث محمداً صلىاللهعليهوآله بالحق ، لقد كنت خادم رسول الله صلىاللهعليهوآله بين يديه وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله غلام من أبناء الأنصار ، فكان ذلك اليوم يومي ، فجاءت ام أيمن مولاة رسول الله صلىاللهعليهوآله بطير فوضعته بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا ام أيمن ما هذا الطائر؟ قالت : هذا طائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم جئني بأحبّ خلقك إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الطائر» ، وضرب الباب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ياأنس انظر من على الباب ، قلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فذهبت فاذا علي بالباب ، قلت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال : يا أنس انظر من على الباب ، فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار فذهبت فاذا علي بالباب ، قلت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يا أنس اذهب فأدخله فلست بأول رجل أحبّ قومه ليس هو من الأنصار فذهبت فأدخلته ، فقال : يا أنس قرب إليه الطير ، قال : فوضعته بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فأكلا جميعاً ، قال محمد بن