ويمكن مشاهدة هذا المعنى باختلاف قليل في الكثير من مصادر أهل البيت عليهمالسلام.
وبالرغم من أنّ «الآلوسي» لم يقيمّ هذا الحديث برأي ايجابي في تفسير «روح المعاني» ، إلّاأنّه يقول في نهايته :
وردت عدّة روايات عن طرقنا تؤيد هذا المعنى ـ وإن لم نعوّل عليها ـ كرواية «عطية» عن النبي صلىاللهعليهوآله بعد أن تلا هذه الآية ، قال صلىاللهعليهوآله : «أهل البيت هاهنا وأشار إلى القبلة» (١).
وينقل القرطبي حديثاً آخر بهذا الشأن أيضاً أنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله قال : «زُوِيَتْ لي الأرضُ فَرأَيتُ مشارِقَها ومغارِبَهَا وسيبلُغ مِلْكُ امَّتي ما زويَ لي منها» (٢).
يتّضح من كل ما أسلفناه ، الجواب عن الكثير من مؤآخذات المخالفين لمنطق اتباع أهل البيت عليهمالسلام في تفسير هذه الآية.
وتوضيح ذلك : إنّه كما قلنا سابقاً : إنّ تحقق هذا الوعد الإلهي له عدّة مراحل ، واحدى هذه المراحل حصلت مع المؤمنين الصالحين في عصر الرسول صلىاللهعليهوآله ، إذ بعد فتح مكة وسيطرة الإسلام على الجزيرة العربية ، شعر المسلمون في ظل الإسلام والرسول صلىاللهعليهوآله بأمنٍ نسبي واستولوا على جزء عظيم من المنطقة ، وتحقق بذلك ما ورد بشأن نزول هذه الآية.
(وقد ورد سبب نزول هذه الآية في العديد من التفاسير ، ومنها أسباب النزول ، ومجمع البيان ، وفي الظلال ، والقرطبي (باختلاف بسيط) ، أنّه عندما هاجر رسول الإسلام صلىاللهعليهوآله والمسلمون إلى المدينة واستقبلهم الأنصار بأحضانهم ، نهض العرب بأجمعهم ضدهم ، بحيث إنّهم اضطروا إلى عدم مفارقة اسلحتهم ، فينامون الليل بالسلاح ، ويستيقظون الصبح مع السلاح ، وكان الاستمرار على هذه الحالة يثقل على المسلمين ، وأخذ بعضهم يتساءل إلى متى ستستمر هذه الحالة؟ هل سيأتي زمان ننام فيه الليل براحة بال واطمئنان ، ولا نخشى احداً سوى الله؟ فنزلت هذه الآية ، وبشرت بقرب حلول هذا الوقت).
__________________
(١) تفسير روح البيان ، ذيل آية مورد البحث.
(٢) تفسير القرطبي ، ذيل آية مورد البحث.