فالفخر الرازي يعطي خمسة تفاسير هنا تعد جواباً على الاسئلة المرتبطة بكيفية هذه الغلبة :
١ ـ المقصود بالغلبة هو الغلبة النسبية والموضعية ، ذلك إنّ الإسلام انتصر بمنطقه على جميع الأديان والمذاهب.
٢ ـ المراد هو الانتصار على الأديان في الجزيرة العربية.
٣ ـ المراد إخبار النبي صلىاللهعليهوآله بجميع الأديان الإلهيّة (فسّرت جملة «ليظهره» هنا بمعنى الإخبار).
٤ ـ المراد النصر والغلبة المنطقية ، أي أنّ الله ينصر منطق الإسلام على سائر الأديان.
٥ ـ المراد النصر النهائي على جميع الأديان والمذاهب عند نزول عيسى عليهالسلام وقيام المهدي عليهالسلام إذ سيصبح الإسلام عالمياً.
ولا شك بأنَّ تفسير الآية بالنصر المنطقي وبصورة وعدٍ مستقبلي لا ينطوي على مفهوم صحيح ، لأنّ النصر المنطقي للإسلام كان واضحاً منذ البداية ، إضافة إلى ذلك فإنّ مادة «الظهور» و «الاظهار» (ليظهره على الدين كُلِّهِ) وكما يستفاد من موارد استعماله في القرآن المجيد ، بمعنى الغلبة الخارجية والعينية كما نقرأ ذلك في قصة أصحاب الكهف : (انَّهُم انْ يَظْهَرُوا عَليَكُم يَرجُمُوكُم). (الكهف / ٢٠)
ونقرأ في قوله تعالى : (كَيفَ وَانْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَايَرقُبُوا فِيكُم الًّا وَلَا ذِمَّهً). (التوبة / ٨)
ومن البديهي أنّ عَبَدة الأصنام من قوم أصحاب الكهف ، ومشركي مكة لم ينتصروا منطقياً على المؤمنين بالله اطلاقاً ، واقتصرت غلبتهم على الغلبة الخارجية فقط ، وبناءً على هذا فإنّ المراد بغلبة الإسلام على جميع الأديان هي الغلبة الخارجية والعينية ، وليس الغلبة المنطقية والفكرية.
إنَّ هذه الغلبة ـ وكما ورد نظير ذلك في البحث الماضي ـ لها مراحل مختلفة :
حصلت احدى مراحلها في عصر الرسول صلىاللهعليهوآله ، ومرحلتها الأوسع حصلت في القرون