البرنامج المهم اطلاقاً ، ولابدّ أن ينخرط من الآن في صفوف الثوريين.
إنّ الإيمان بنتائج وعاقبة هذا التحول لا يسمحان له بأنّ يكون في خندق المعارضين اطلاقاً ، كما أنّ الانضمام لخندق المؤيدين أيضاً لا يحتاج فقط إلى امتلاك «اعمال نظيفة» ، وروحٍ أنظف ، والتحلّي «بالشهامة» و «الوعي» ، إذ إنّ ذلك وحده لا يكفي.
فلو كنت شخصاً فاسداً وغير مستقيم كيف بوسعي أن أعدّ الأيّام في انتظار نظامٍ ليس فيه للفاسدين وغير الصالحين أي دور أو أثر ، بل سيكونون مطرودين وغير مرغوب فيهم.
ألا يكفي هذا الانتظار لتصفية الروح والفكر ، وغسل الجسم والروح من الدرن والنجاسات؟
إنّ الجيش الذي يعيش الانتظار لخوض جهاد التحرير لابدّ وأن يكون في حالة الانذار القصوى ، والاستعداد الكامل ، ويعمل جاهداً للحصول على السلاح اللائق بساحة القتال هذه ، ويبني المواضع اللازمة ، ويرفع المستوى القتالي لمنتسبيه ، ويقوي معنوية أفراده ، ويعمل على ابقاء شعلة الحب والشوق لمثل هذه المنازلة حيّة في قلوب جنوده ، والجيش الذي لا يتحلى بمثل هذا الاستعداد لا يمكن أن يعيش حالة الانتظار مطلقاً ، وإن ادّعى ذلك فإنّما يكذب.
إنّ انتظار مصلحٍ عالمي بمعنى الاستعداد الفكري والأخلاقي ، المادي والمعنوي الكامل ، إنّما هو من أجل إصلاح العالم اجمع ، تأملوا كم أنّ هذا التهيؤ والاستعداد يُعدّ بنّاءً.
إنّ إصلاح جميع أرجاء الأرض وإنهاء كل أنواع المظالم والاضطرابات ليس مزاحاً ، ولا يمكن أن يكون عملاً بسيطاً ، فالاستعداد والتهيؤ لمثل هذا الهدف العظيم يجب أن يكون متناسباً مع حجمه ، أي : يجب أن يكون بسعته وعمقه!
ومن أجل تحقيق هذه الثورة ، لابدّ من رجال عظماء جداً يمتازون بالتصميم العالي والاقتدار الرفيع ولا يقبلون الهزيمة ، طاهرين وبعيدي النظر وبشكل استثنائي ، وعلى استعداد كامل ، ويمتلكون نظرة ثاقبة للُامور.
ويستلزم البناء الذاتي لمثل هذا الهدف استخدام اعمق البرامج الأخلاقية والفكرية