٣ ـ إنّ مضمون هذا الحديث لا يتناسب مع المعايير المنطقية ، فانّنا نعلم أنّ اختلافات شديدة قد وقعت بين أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله (الأصحاب بالمعنى الشامل للكلمة ، نعني جميع الذين أدركوه صلىاللهعليهوآله وكانوا إلى جانبه) ، وقد أُريقت دماء كثيرة بسبب هذه الاختلافات ووقعت حروب رهيبة ، فأي منطق يرتضي لنا أن نعتبر فرقتين متخاصمتين وكل منهما متعطش لدم الآخر ، أنوار هداية ، ونخيرُّ الناس بأنّ لا فرق بالنسبة لكم في أن تلتحقوا بمعسكر أمير المؤمنين عليهالسلام أو بمعسكر معاوية؟ أي : أنّ الأمر سيان للقوم في حرب الجمل سواء كانوا مع علي عليهالسلام أو مع طلحة والزبير! فكلهم أنوار هداية ويأخذون بأيديكم إلى الجنّة؟
فلا عقل يقبل مثل هذا المنطق ، والنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أسمى وأرفع من أن ينسب إليه مثل هذا.
إنَّ القرائن تبرهن على أنّ حكام «بني أُمية» ومن لف لفهم قد ابتدعوا هذا الحديث ونسبوه إلى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله من أجل ترسيخ دعائمهم أو إضعاف معنى حديث النجوم والتقليل من أهميّة أهل البيت عليهمالسلام ، ليفهموا أهل الشام أن لو كانت حكومة علي عليهالسلام على الحق ومشعل هداية ، فإنّ حكومة معاوية كذلك بحكم كونه من أصحاب رسول الله ، فلا فرق في أن تكونوا مع هذا أو مع ذاك ، والله العالم بحقائق الامور.
* * *