ولعل الأمر لا يحتاج إلى تذكير بعدم إمكانية تفسير أهل البيت عليهمالسلام في هذه الروايات بنساء النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، لأنّه يتحدث عن أشخاص يمثلون أساس هداية الامّة ونجاتها من الغرق في الضلالة ، ويتصدون للاختلافات في كل عصر ، ونحن نعلم أنّ نساء النبي كن يعشن في زمان خاص ، بالإضافة إلى أنهنَّ لم يكن لهنّ دور خاص في التصدّي للاختلافات.
* * *
سؤال :
ربما يقال : إننا نقرأ في الحديث المروي عن النبي صلىاللهعليهوآله في مختلف الكتب : «أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيّما أخذتم به اهتديتم» (١).
فهل أنّ هذا الحديث لا يتعارض والأحاديث المذكورة التي وردت بحق أهل البيت عليهمالسلام؟
للاجابة عن هذا السؤال ، لابدّ من الالتفات إلى بعض الامور :
١ ـ على فرض أنّ حديث «أصحابي كالنجوم» حديث معتبر فهو لا يتعارض مع ما ورد بحق أهل البيت عليهمالسلام ، لأنّ وجود مرجع واحد في بيان حقائق الإسلام لا يتعارض مع وجود المراجع الآخرين ، لاسيما وأنّه لم يرد الكلام في حديث «أهل بيتي كالنجوم» عن القرآن الكريم ، بينما يمثل القرآن الكريم أهم سند للمسلمين.
٢ ـ إنّ هذا الحديث «موضوع» و «مقدوح به» من ناحية السند لدى الكثير من علماء أهل السنة ، أو مشكوك على أقل تقدير.
ومن الذين صرحوا بهذا المعنى «أحمد بن حنبل» أحد الأئمّة الأربعة لأهل السنّة ، و «ابن حزم» ، و «أبو إبراهيم المزني» ، أحد أصحاب الشافعي و «الحافظ البزاز» و «الدار قطني» و «الذهبي» وطائفة اخرى ، حيث يخرجنا نقل كلام كل منهم عن إطار البحث التفسيري ، ولكن بإمكانكم مراجعة «خلاصة كتاب عبقات الأنوار» بغية الاطلاع الواسع على جميع هذه الأقوال (٢).
__________________
(١) جامع الاصول ، ج ٩ ، ص ٤١٠.
(٢) خلاصة العبقات ، ج ٣ ، ص ١٢٤ إلى ١٦٧ (وفي هذا الكتاب بين ضعف سند هذا الحديث عن أكثر من ثلاثين من علماء أهل السنة مع شرح لأحوالهم).