وسمعت أيضاً : «عصيبة من المسلمين يفتتحون بيت أبيض ، بيت كسرى أو آل كسرى». وسمعته يقول أيضاً : «إنّ بين يدي الساعة كذّابين فاحذروهم» (١).
وعن طريق آخر جاء في صحيح مسلم نفسه عن جابر : «لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة» ، وفي آخر هذا الحديث تلاحظ أيضاً جملة «كلهم من قريش» (٢).
٢ ـ جاء هذا الحديث في صحيح البخاري وبعبارات مشابهة ، يقول جابر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول :
«يكون اثنى عشر أميراً فقال كلمة لم اسمعها ، فقال أبي إنّه قال كلهم من قريش» (٣).
٣ ـ وذكر هذا المعنى في صحيح الترمذي أيضاً مع شيء من الاختلاف ، ويقول الترمذي بعد نقله : «هذا حديث حسن صحيح» (٤).
٤ ـ كما جاء هذا الحديث في صحيح أبي داود أيضاً مع اختلاف بسيط ، ويبرهن نمط الحديث على أنّ النبي صلىاللهعليهوآله أدلى به على الملأ العام ، فقد جاء فيه أنّ النبي صلىاللهعليهوآله حينما قال : «لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة فكبر الناس وضجوا ثم قال كلمة خفية : كلهم من قريش» (٥).
٥ ـ ذكر هذا الحديث في مسند أحمد أيضاً وفي عدّة موارد ، بحيث عدّ بعض المحققين في هذا الكتاب طرقه إلى جابر أربعةً وثلاثين طريقاً (٦).
وجاء عن «مسروق» أنّه قال : كنا جلوساً ليلة عند عبد الله بن مسعود يقرئنا القرآن فسأله رجل فقال : ياأبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلىاللهعليهوآله كم يملك هذه الامّة من خليفة؟ فقال عبد الله : ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك ، قال : سألناه فقال :
__________________
(١) صحيح مسلم ، ج ٣ ، ص ١٤٥٣.
(٢) المصدر السابق.
(٣) صحيح البخاري ، ج ٣ ، الجزء ٩ ، ص ١٠١ (في الباب الذي أورده قبل باب اخراج الخصوم وأهل الريب).
(٤) صحيح الترمذي ، ج ٤ ، ص ٥٠١ ، باب ما جاء في الخلفاء ، الحديث ٢٢٢٢٣.
(٥) صحيح أبي داود ، ج ٤ ص ١٠٣.
(٦) يراجع كتاب منتخب الأثر ، ص ١٢ ؛ واحقاق الحق ، ج ١٣.