بني هاشم ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال : كلهم من قريش ، في رواية عبد الملك عن جابر واخفاء صوته صلىاللهعليهوآله في هذا القول يرجح هذه الرواية لأنّهم لايحسنون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمله على الملوك العبّاسيين لزيادتهم على العدد المذكور ولقلة رعايتهم الآية : (قُلْ لَّا أَسْئَلُكُم عَلِيهِ أَجْراً الَّا المَودَّةَ فِى القُربى). (الشورى / ٢٣)
وكذلك حديث الكساء ، فلابدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمّة الاثني عشر من أهل بيته وعترته صلىاللهعليهوآله لأنّهم كانوا اعلم أهل زمانه وأجلهم وأورعهم واتقاهم وأعلاهم نسباً وأفضلهم حسباً وأكرمهم عند الله (١).
يقول الدكتور «محمد التيجاني السماوي» الذي كان من أهل السنة ثم اختار التشيع ، في الكتاب الذي ألّفه حول سبب تشيعه واسماه «كونوا مع الصادقين» في عدّة جمل قصيرة ومفعمة بالمعاني : «هذه الأحاديث لا تصح ولا تستقيم إلّاإذا فسرناها على أئمّة أهل البيت الذين تقول بهم الشيعة الإمامية ، وأهل السنّة والجماعة هم المطالبون بحل هذا اللغز إذ إنّ عدد الأئمّة الاثني عشر الذي اخرجوه في صحاحهم بقي حتى الآن لغزاً لا يجدون له جواباً» (٢).
والعجيب أنّ البعض أرادوا تفسير هذا الحديث الشريف دون الاذعان لاعتقاد اتباع أهل البيت عليهمالسلام في هذا المجال فتعرضوا لعناء مدهش ، فمن ناحية عدوا «يزيد بن معاوية» من الاثني عشر الذين سما بهم الإسلام واصبح مقتدراً ، ومن ناحية اخرى ألغوا عددا من الخلفاء وفقاً لرغبتهم.
وباعتقادنا أنّهم لو اختاروا السكوت لكان أفضل لهم من هذه التبريرات ، والأعجب من ذلك كله التفسير الذي سمعناه في احدى أسفارنا لحج بيت الله الحرام من أحد علماء مكة وفي المسجد الحرام وهو : إنّ الأئمّة الاثنى عشر أولهم الخلفاء الأربعة وثمانية منهم سيظهرون في المستقبل!
بينما كل من يقرأ هذا الحديث يعرف أنّ المراد منه الوجود المتتابع للخلفاء الاثني عشر،
__________________
(١) ينابيع المودة ، ص ٤٤٦ ، ملحق الباب ٧٧.
(٢) كونوا مع الصادقين ، ص ١٤٦.