البيت عليهمالسلام ، بأنّ الأرض لا تخلو من إمام أو «نبي» أو حجّة على العموم ، وقد احتوى كتاب الكافي على بابين في هذا المجال ، وروي في باب منهما تحت عنوان : «إن الأرض لا تخلو من حجّة» ، ثلاثة عشر حديثاً عن الإمام الباقر عليهالسلام والإمام الصادق عليهالسلام والإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام وبعض الأئمّة ، في الباب الآخر تحت عنوان : «إنّه لو لم يبق في الأرض إلّا رجلان لكان أحدهما الحجّة» ، ورويت فيه خمسة أحاديث بهذا المضمون (١) ، حيث نشير فيما يلي إلى بعض هذه الأحاديث الواردة في كلا البابين.
نقرأ في أحد الأحاديث الواردة عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إنّ الأرض لا تخلو إلّا وفيها إمام كيما إنْ زاد المؤمنون شيئاً ردّهم وإن نقصوا شيئاً أتمَّهُ لهم» (٢).
ونقرأ أيضاً في حديث آخر عنه عليهالسلام : «ان الله أجلُّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير امام عادل» (٣) ، بل ورد في بعض هذه الأحاديث أنّ الأرض إذا خلت من الإمام والحجة ساعة واحدة لتزلزلت الأرض وساخت بأهلها (٤).
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «لو كان الناس رجلين لكان احدهما الإمام» ، «وان آخر من يموت الإمام» (٥).
بالاضافة إلى الأحاديث الثمانية عشر المذكورة فقد اشير إلى هذا المعنى بصراحة في نهج البلاغة أيضاً ، ففي الكلمات المهمّة التي قالها الإمام علي عليهالسلام لكميل بن زياد ، يقول : «اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، اما ظاهراً مشهوراً واما خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيناته» (٦).
وقد نقل المرحوم العلّامة المجلسي أيضاً في الجزء ٢٣ من بحار الأنوار في باب «الاضطرار إلى الحجة» ١١٨ حديثاً في هذا المجال وهذه الأحاديث الموجودة في اصول
__________________
(١) اصول الكافي ، ج ١ ، ص ١٧٨ و ١٧٩.
(٢) المصدر السابق ، ج ١ ح ٢ من الباب الأول.
(٣) المصدر السابق ، ج ١ ، ح ٦ من الباب الأول.
(٤) المصدر السابق ، ح ١١ و ١٢ و ١٣.
(٥) المصدر السابق ، ح ٣ ، (باب إنه لو لم يبق إلّارجلان احدهما الإمام).
(٦) نهج البلاغة ، الخطبة ١٤٧.