يَعفُ عَنِ الزَّلَّةِ وَلا يَستُرُ العَورَةَ» (١).
٦ ـ ونقرأ في حديث آخر أنّه جاء شخص من الأشقياء إلى المأمون وكان المأمون قد عزم على قتله ، وكان الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام حاضراً في ذلك المجلس فقال المأمون : «ما تَقُولُ يا أَبا الحَسَنِ ، فَقَالَ : أَقُولُ : إِنَّ اللهَ لا يَزيدُكَ بِحُسنُ العَفوِ إلّا عِزَّاً فَعفى عَنهُ» (٢).
وهكذا نجد أنّ المأمون قد عفى عن هذا الشخص الذي تجرّأ على ارتكاب ما هو ممنوع (وباحتمال قوى أنّه ارتكب جرماً سياسياً).
٧ ـ وجاء في حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : «قِلَّةُ العَفوِ أَقبَحُ العُيُوبِ وَالتَّسَرُعُ إِلى الإنتِقامِ أَعظَمُ الذُّنُوبِ» (٣)
٨ ـ وجاء في نهج البلاغة في الكلمات القصار عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : «إذا قَدَرتَ عَلَى عَدُوكَ فَاجعَلِ العَفوَ عَنهُ شُكراً لِلقُدرَةِ عَلَيهِ» (٤).
ونفس هذا المعنى ورد بصورة اخرى ومن ذلك قوله : «العَفوُ زَكاةُ الظّفَرِ» (٥).
٩ ـ وورد في حديث الإمام أبو الحسن الرضا عليهالسلام (أو الإمام الهادي عليهالسلام) أنّه قال : «ما التَقَتَ فِئَتانِ قَطُّ إلّا نَصَرَ اللهُ أَعظَمُهُما عَفواً» (٦)
١٠ ـ ونختم هذا البحث بحديث آخر عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «دَعِ الإِنتِقامَ فَإِنَّهُ مِنْ أَسوءِ أَفعالِ المُقتَدِرِ» (٧).
ويستفاد من مجموع هذه الأحاديث الشريفة الأهميّة الكبرى التي يوليها الإسلام للعفو والصفح وكذلك يتّضح قبح الحقد والانتقام والثأر ، والأحاديث الشريفة في هذا الباب كثيرة لا يمكننا استعراضها في هذا المختصر.
__________________
١ ـ غرر الحكم.
٢ ـ بحار الانوار ، ج ٤٩ ، ص ١٧٢ ، ج ١٠.
٣ ـ غرر الحكم.
٤ ـ نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة ١١.
٥ ـ المصدر السابق.
٦ ـ بحار الانوار ، ج ٦٨ ، ص ٤٢٤ ، ح ٦٥.
٧ ـ غرر الحكم.