دائرة المفاهيم الإسلامية والتعليمات الدينية.
وهنا ينبغي الإشارة إلى بعض النقاط :
تعريف حسن الخلق :
لعل من الامور الواضحة هو مفهوم حسن الخلق فلا حاجة إلى تعريفه لوضوح معناه ومداه لدى الناس ، ولكن لغرض إستجلاء هذا المفهوم أكثر نقول : إنّ حسن الخلق عبارة عن مجموعة من الصفات والسلوكيات التي تتمثّل بمداراة الناس ، البشاشة ، الكلام الطيب وإظهار المحبّة ، ورعاية الأدب ، التبسّم ، والتحمّل والحلم مقابل أذى الآخرين وأمثال ذلك ، فلو إمتزجت هذه الصفات مع العمل وترجمها الإنسان في حركة الواقع الخارجي سمّي ذلك حسن الخلق.
وفي حديث جامع جميل عن الإمام الصادق عليهالسلام في تعريف حسن الخلق ورد أنّ أحد أصحاب الإمام سأله : ما حَدُّ حُسنِ الخُلقِ؟
قال الإمام عليهالسلام : «تَلِينُ جانِبَكَ وَتُطَيِّبُ كَلامَكَ وَتلقى أَخاكَ ببُشرٍ حسنٍ» (١).
وفي حديث آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في تفسير حسن الخلق قال : «إِنَّما تَفسِيرُ حَسنُ الخُلقِ ما أَصابَ الدُّنيا يَرضى وَإِن لَم يُصِبهُ لَم يَسخَطْ» (٢).
النتائج المترتبة على حسن الخلق :
قرأنا في الروايات المذكورة آنفاً نقاط مهمّة تتحدّث عن النتائج والآثار المادية والمعنوية لحسن الخلق في حركة الإنسان والواقع الاجتماعي وتحتاج إلى شيء من التفصيل والتحليل.
ومن الآثار الاجتماعية والدنيوية لهذه السمة الأخلاقية هو أنّ حسن الخلق يتسبب في
__________________
١ ـ بحار الانوار ، ج ٦٨ ، ص ٣٨٩ ، ح ٤٢.
٢ ـ كنز العمال ، ج ٣ ، ص ١٧ ، ح ٥٢٢٩.