قال ابن عطاء : الذي جاء بالصدق محمد صلىاللهعليهوسلم ، وأفاض من بركات أنوار صدقة على أبي بكر رضي الله عنه ، فسمّي صديقا ، وكذلك بركات الأنبياء والأولياء.
قال الطمستاني : كل من استعمل الصدق بينه وبين الله شغله صدقه مع الله عن الفراغ إلى خلق الله.
(أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (٣٧) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (٣٨) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٤٠) إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١))
قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) : فيه من العتاب نبذة من الحق ، عاتب عباده بلفظ الاستفهام أي : هل يجري على قلوبهم إن تركهم عن رعايتي وحفظي؟ كلا بل أنا أراعيهم وأحفظهم عن منازل الخطرة ، يضربهم جريان امتحاني ؛ فإني أحببتهم في أزل أزلي ، فبقيت محبتي لهم إلى أبد الأبد ، لا تسقطهم عن عيني ، ومن يجترئ أن يقوم لمخاصمة من في نظري! وهذا مذهب كل متوكّل راض عن ربه من حيث ما رأى من محافظته وخفايا ألطافه ما يطمئن به صدره عند كل مهالك.
قال أبو بكر بن طاهر : من لم يكف بربه بعد قوله : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) فهو في درجة الهالكين.
قال ابن عطاء : خلع حبل العبودية من عنقه من نظر بعد هذه الآية إلى أحد من الخلق ، أو رجاهم ، أو خافهم ، أو طمع فيهم.
وقال الأستاذ : (أَلَيْسَ) استفهام ، والمراد منه التقرير ، و (اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) اليوم في عرفانه لتصحيح إيمانه ومنع الشرك عنه ، وغدا في إحسانه بإدخاله جنته وتأخير العذاب عنه وما بينهما ، فكفايته تامة ولأمته عامة.
(اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٤٢) أَمِ