(لَمْ يَكُنْ) ثلاثين آية هذا فيها» :
«إنّ هذا باطل عند أهل العلم ، لأنّ قراءتي ابن كثير وأبي عمرو متّصلتان بأبيّ بن كعب لا يفرقان فيهما هذا المذكور في : لم يكن» (١).
وقال بعضهم في «آية الحميّة» : «روي عن عطيّة بن قيس ، عن أبي إدريس الخولاني : إنّ أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق ومعهم المصحف ليعرضوه على ابيّ بن كعب وزيد وغيرهما ، فغدوا على عمر ، فلمّا قرءوا بهذه الآية : إذ جعل الّذين كفروا في قلوبهم الحميّة ... قال عمر : ما هذه القراءة؟ فقالوا : أقرأنا ابيّ ... ، فهذه وما يشبهها أحاديث لم تشتهر بين نقلة الحديث ، وإنّما يرغب فيها من يكتبها طلبا للغريب» (٢).
وقال فيما ورد عن زرّ عن ابيّ بن كعب في عدد سورة الأحزاب (٣) : «يحمل ـ إن صحّ ، لأنّ أهل النقل ضعّفوا سنده ـ على أنّ تفسيرها ...» (٤).
وقال الطحاوي في «آية الرضاع» : «هذا ممّا لا نعلم أحدا رواه كما ذكرنا غير عبد الله بن أبي بكر ، وهو عندنا وهم منه ، أعني ما فيه ممّا حكاه عن عائشة أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ توفي وهنّ ممّا يقرأ من القرآن. لأنّ ذلك لو كان كذلك لكان كسائر القرآن ، ولجاز أن يقرأ به في الصلوات ، وحاشا لله أن يكون كذلك ، أو يكون قد بقي من القرآن ما ليس في المصاحف التي قامت بها الحجّة علينا ... ونعوذ بالله من هذا القول ممّن يقوله.
ولكن حقيقة هذا الحديث عندنا ـ والله أعلم ـ ما قد رواه من أهل العلم
__________________
(١) مقدّمتان في علوم القرآن : ٨٥.
(٢) مقدّمتان في علوم القرآن : ٩٢.
(٣) في لفظ رواية كتاب «مقدّمتان في علوم القرآن» : «الأعراف».
(٤) مقدّمتان في علوم القرآن : ٨٢.