ومحله ؛ فالدرّ يطلب من الصدف لأن ذلك مسكنه ، والشمس تطلب من البروج لأنها مطلعها ، والشهد يطلب من النحل لأنه عشه. كذلك المعرفة (١) تطلب من قلوب خواصه لأن ذلك قانون معرفته ، ومنها (...) (٢)
قوله جل ذكره : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠))
خفيت عليهم حالتك ـ يا محمد ـ فطالبوك بإقامة الشواهد ، وقالوا : (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ ...) أولم يكفهم ما أوضحنا عليك من السبيل ، وألحنا لك من الدليل ؛ يتلى عليهم ذلك ، ولا يمكنهم معارضته ولا الإتيان بشىء من مثله؟! هذا هو الجحود وغاية الكنود!
قوله جل ذكره : (قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٥٢))
أنا على حقّ والله ـ سبحانه ـ يعلمه ، وأنتم لستم على حق والله يعلمه.
قوله جل ذكره : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٣))
لو لا أنى ضربت لكلّ شىء أجلا لعجّلت لهم ذلك ، وليأتينّهم العذاب ـ حين يأتيهم ـ بغتة وفجأة.
__________________
(١) ورد في ص بعد كلمة المعرفة (وصف الحق) وربما كانت (بوصف الحق) وهي غير موجودة في م ، ونرجح أنها موجودة في الأصل بدليل اقتران الضمير ب (خواصه).
(٢) فى ص (توقع نسخة توحيده) وفي م (يرفع نسخة توحيده) وكلاهما غامض في الكتابة وإن كنا نستطيع أن نفهم أن التوحيد ـ وهو أقصى درجات المعرفة ـ محله قلوب الخواص.