على الخروج مستعدا له ، ثم إذا لم يحصل الأجل فلا يستعجل ، وإذا حضر فلا يستثقل ، ويكون بحكم الوقت ، كما قالوا :
لو قال لى مت متّ سمعا وطاعة |
|
وقلت لداعى الموت : أهلا ومرحبا |
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٥٨))
هم ـ اليوم ـ فى غرف معارفهم على أسرّة وصلهم ، متوّجون بتيجان سيادتهم ، يسقون كاسات الوجد ، ويجبرون في جنان القرب ، وعدا كما قال : ـ
(الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
والصبر الوقوف مع الله بشرط سقوط الفكرة.
الصبر العكوف في أوطان الوفاء ، الصبر حبس النّفس على فطامها.
الصبر تجرّع كاسات التقدير من غير تعبيس.
الصبر صفة توجب معيّة الحقّ .. وأعزز بها! وأول الصبر تصبّر بتكلف ، ثم صبر بسهولة ، ثم اصطبار وهو ممزوج بالراحة ، ثم تحقّق بوصف الرضا ؛ فيصير العبد فيه محمولا بعد أن كان متحمّلا.
والتوكل انتظار مع استبشار ، والتوكل سكون السّرّ إلى الله ، التوكل استقلال بحقيقة التوكل ؛ فلا تتبرّم في الخلوة بانقطاع الأغيار عنك. التوكل إعراض القلب عن غير الربّ.
قوله جل ذكره : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).