قوله جل ذكره : (هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١))
هذا خلق الله العزيز في كبريائه ، فأرونى ماذا خلق الذين عبدتم من دونه في أرضه وسمائه؟
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢))
(الْحِكْمَةَ) الإصابة في العقل والعقد والنطق. ويقال (الْحِكْمَةَ) متابعة الطريق من حيث توفيق الحق لا من حيث همة النفس. ويقال (الْحِكْمَةَ) ألا تكون تحت سلطان الهوى. ويقال (الْحِكْمَةَ) الكون بحكم من له الحكم. ويقال (الْحِكْمَةَ) معرفة قدر نفسك حتى لا تمدّ رجليك خارجا عن كسائك. ويقال (الْحِكْمَةَ) ألا تستعصى على من تعلم أنك لا تقاومه.
(أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ) : حقيقة الشكر انفراج عين القلب بشهود ملاطفات الرّبّ. فهو مقلوب قولهم : كشرت عن أنيابها الداية ؛ فيقال شكر وكشر مثل جذب وجبذ.
ويقال الشكر تحققك بعجزك عن شكره. ويقال الشكر ما به يحصل كمال استلذاذ النعمة. ويقال الشكر فضلة تظهر على اللسان من امتلاء القلب بالسرور ؛ فينطلق بمدح المشكور. ويقال الشكر نعت كلّ غنىّ كما أن الكفران وصف كلّ لئيم. ويقال الشكر قرع باب الزيادة (١). ويقال الشكر قيد الإنعام. ويقال الشكر قصة يميلها صميم الفؤاد بنشر صحيفة الأفضال. (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) (٢) : لأنه في صلاحها ونصيبها يسعى.
قوله جل ذكره : (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣))
__________________
(١) إشارة إلى قوله تعالى (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) آية ٧ سورة ابراهيم.
(٢) آية ٤٠ سورة النمل.