(وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (٢٦))
إنّ الحقّ ـ سبحانه ـ إذا أجمل أكمل ، وإذا شفى كفى ، وإذا وفي أوفى .. فأظفر المسلمين عليهم ، وأورثهم معاقلهم ، وأذلّ متعزّزهم ، وكفاهم بكلّ وجه أمرهم ، ومكّنهم من قتلهم وأسرهم ونهب أموالهم ، وسبى ذراربهم.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩))
لم يرد أن يكون قلب أحد من المؤمنين والمؤمنات منه في شغل ، أو يعود إلى أحد منه أذى أو تعب ، فخيّر ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نساءه (١) ، ووفق الله سبحانه عائشة أمّ المؤمنين ـ رضى الله عنها ـ حتى أخبرت عن صدق (٢) قلبها ، وكمال دينها ويقينها ، (وبما هو المنتظر من أصلها وتربيتها) (٣) ، والباقي جرين على منهاجها ، ونسجن على منوالها.
قوله جلّ ذكره : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ
__________________
(١) يقال إنه قال لعائشة : إنى ذاكر لك أمرا ولا عليك أن لا تعجلى فيه حتى تستأمرى أبويك ، ثم قرأ عليها القرآن ، فقالت : أفي هذا أستأمر أبويّ؟ فإنى أريد الله ورسوله والدار الآخرة. فرؤى الفرح في وجهه صلىاللهعليهوسلم.
(٢) هكذا في م وهي في ص (كذب) وهي خطا قطعا.
(٣) ما بين القوسين موجود في م وغير موجود في ص.