إذا نسى الناس إخوانهم |
|
وخان المودّة خلّانها |
فعندى لإخوانى الغائبين |
|
صحائف ذكرك عنوانها |
قوله جل ذكره : (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٧) قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (١٨))
قال الرسل : (رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) وليس علمنا إلّا بما أمرنا به من التبليغ والإنذار.
(قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ)
لنرجمنّكم ، ولنصنعنّ ، ولنفعلنّ ... فأجابهم الرسل : إنكم لجهلكم ولجحدكم سوف تلقون ما توعدون.
قوله جل ذكره : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١))
فى القصة أنه جاء من قرية فسّماها مدينة ، وقال من أقصى المدينة ، ولم يكن أقصاها وأدناها ليتفاوتا بكثير ، ولكنه ـ سبحانه ـ أجرى سنّته في استكثار القليل من فعل عبده إذا كان يرضاه ، ويستنزر الكثير من فضله إذا بذله وأعطاه.
(اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً ..) فأبلغ الوعظ وصدق النّصح .. ولكن كما قالوا :
وكم سقت في آثاركم من نصيحة |
|
وقد يستفيد البغضة المتنصّح |
فلمّا صدق في حاله ، وصبر على ما لقى من قومه ، ورجع إلى التوبة ، لقّاه حسن أفضاله ، وآواه إلى كنف إقباله ، ووجد ما وعده ربّه من لطف أفضاله.