(قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧))
تمنّى أن يعلم قومه حاله ، فحقّق الله مناه ، وأخبر عن حاله ، وأنزل به خطابه ، وعرف قومه ذلك. وإنما تمنّى وأراد ذلك إشفاقا عليهم ، ليعملوا مثلما عمل ليجدوا مثلما وجد.
قوله جل ذكره : (وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (٢٩))
ما كانت إلا قضية منّا بعقوبتهم ، وتغييرا لما كانوا به من السلامة إلى وصف البلاء.
قوله جل ذكره : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٠))
إن لم يتحسّروا هم اليوم فلهم موضع التحسّر ؛ وذلك لانخراطهم في سلك واحد من التكذيب ومخالفة الرسل ، ومناوءة أوليائه ـ سبحانه.
قوله جل ذكره : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣٢))
ألم يروا ما فعلنا بمن قبلهم من القرون الماضية ، وما عاملنا به الأمم الخالية ، فلم يرجع إليهم أحد ، فكلّهم في قبضة القدرة ، ولم يفتنا أحد ، ولم يكن لواحد منهم علينا عون ولا مدد ، ولا عن حكمنا ملتحد
قوله جل ذكره : (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣))
لمّا كان أمر البعث أعظم شبههم ، وكثر فيه إنكارهم كان تكرار الله سبحانه لحديث