قوله جل ذكره : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (٢٢٣))
بيّن أن الشياطين تتنزّل على الكفار والكهنة (١) فتوحى إليهم بوساوسهم الباطلة.
قوله جل ذكره : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (٢٢٤))
لمّا ذكر الوحى وما يأتى به الملائكة من قبل الله ذكر ما يوسوس به الشياطين إلى أوليائه ، وألحق بهم الشعراء الذين في الباطل يهيمون ، وفي أعراض الناس يقعون ، وفي التشبيهات ـ عن حدّ الاستقامة ـ يخرجون ، ويعدون من أنفسهم بما لا يوفون ، وسبيل الكذب يسلكون.
قوله جل ذكره : (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا)
فيكون شعره خاليا من هذه الوجوه المعلولة المذمومة (٢) ، وهذا كما قيل : الشعر كلام إنسان ؛ فحسنه كحسنه وقبيحه كقبيحه.
قوله جل ذكره : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
سيعلم الذين ظلموا سوء ما عملوا ، ويندمون على ما أسلفوا ، ويصدقون بما كذّبوا.
__________________
(١) من أمثال سطيح وطليحة ومسيلمة.
وإذا كان محمد (ص) يشم الأفاكين ويذمهم .. فكيف تنزل الشياطين عليه؟!
(٢) من أمثال عبد الله بن رواحه وحسان بن ثابت وكعب بن زهير وكعب بن مالك رضى الله عنهم ، فشعرهم غلبت عليه الحكمة والموعظة والزهد ، والدعوة إلى الفضيلة ، ومؤازرة الدين الجديد ، ورفع لواء التوحيد.