ملكه عن الشريك ؛ واحد في جلاله ، واحد في استحقاق جماله ، واحد في أفعاله ، واحد في كبريائه بنعت علائه ، ووصف سنائه.
قوله جل ذكره : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥))
مالك السماوات والأرض وما بينهما ، وخالقهما ، وأكساب العباد داخلة في هذا (١). (وَرَبُّ الْمَشارِقِ) مشارق النجوم والشمس والقمر ، ومشارق القلوب بشموسها وأقمارها ونجومها.
قوله جل ذكره : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧))
زيّن السماء الدنيا بالنجوم ، وقلوب أوليائه بنجوم المعارف والأحوال ، وحفظ السماوات بأن جعل النجوم للشياطين رجوما ، وكذلك زيّن القلوب بأنوار التوحيد ، فإذا قرب منها الشيطان رجمها بنجوم معارفهم.
قوله جل ذكره : (إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (١٠))
كذلك إذا اغتنم الشيطان من الأولياء أن يلقى إليهم شيئا من وساوسه تذكّروا ، فإذا هم مبصرون ، ورجعوا .. قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا) (٢).
قوله جل ذكره : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (١١))
__________________
(١) هذا الرأى على جانب كبير من الأهمية من الوجهة الكلامية ، وخلق أكساب العباد من الله حكما وعلما ، لأن الإرادة الإنسانية لا يمكن أن تخرج عن نطاق الحكم والعلم الإلهين ـ هكذا أو قفنا القشيري في مواضع مختلفة.
(٢) آية ٢٠١ سورة الأعراف.