(وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١))
دعوا بالويل على أنفسهم! ويقال لهم : هذا يوم الفصل الذي كنتم تكذبون به ، وقد عاينتموه اليوم.
قوله جل ذكره : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤))
أراد بأزواجهم قرناءهم وأشكالهم ومن عمل مثل أعمالهم ، ومن أعانهم على ظلمهم بقليل أو كثير .. وكذلك في هذه الطريقة : من أعان صاحب فترة في فترته ، أو صاحب زلة على زلته ـ كان مشاركا له في عقوبته ، واستحقاق طرده وإهانته.
قوله : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) : مقام السؤال مقام صعب ؛ قوم يسألهم الملك وقوم يسألهم الملك ؛ فالذين تسألهم الملائكة أقوام لهم أعمال صالحة تصلح للعرض والكشف ، وأقوام لهم أعمال لا تصلح للكشف ، وهم قسمان : الخواصّ يسترهم الحقّ عن اطلاع الخلق عليهم في الدنيا والآخرة ، وأقوام هم أرباب الزلات يرحمهمالله فلا يفضحهم ، ثم إنهم يكونون في بعض أحوالهم بنعت الهيبة ، وفي بعض أحوالهم بنعت البسط والقربة ، وفي الخبر : «أن قوما يسترهم بيده ويقول تذكر غدا ربك» وهؤلاء أصحاب الخصوص في التحقيق : فأما الأغيار والأجانب والكفار فيقال لهم : (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (١) ، فإذا قرءوا كتابهم يقال لهم. من عمل هذا؟ وما جزاؤه؟ فيقولون : جزاؤه النار. فيقال لهم : أدخلوها بحكمكم.
ثم يقال لهم في بعض أحوال استيلاء الفزع عليهم :
__________________
(١) آية ١٤ سورة الإسراء.