(تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ) : هذه دلالات كرمنا ، وأمارات فضلنا وشواهد برّنا ، نبيّن لأوليائنا صدق وعدنا ، وتحقق للأصفياء حفظ عهدنا.
قوله جل ذكره : (هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢))
هذه الآيات وهذا الكتاب بيان وشفاء ، ونور وضياء ، وبشرى ودليل لمن حققنا لهم الإيمان ، وأكّدنا لهم الضمان ، وكفلنا لهم الإحسان.
قوله جل ذكره : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣))
يديمون المواصلات ، ويستقيمون في آداب المناجاة ويؤدون عن أموالهم وأحوالهم وحركاتهم وسكناتهم الزكاة ، بما يقومون في حقوق المسلمين أحسن مقام ، وينوبون عن ضعفائهم أحسن مناب.
قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤))
أغشيناهم فهم لا يبصرون ، وعمّينا عليهم المسالك فهم عن الطريقة المثلى يعدلون ، أولئك الذين في ضلالتهم يعمهون ، وفي حيرتهم يتردّون.
قوله جل ذكره : (أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥))
(سُوءُ الْعَذابِ) أن يجد الآلام ولا يجد التسلّى بمعرفة المسلّى ، ويحمل البلاء ولا يحمل عنه ثقله وعذابه شهود المبلى .. وذلك للكفار ، فأمّا المؤمنون فيخفّف عنهم العذاب في الآخرة حسن رجائهم في الله ، ثم تضرّعهم إلى الله ، ثم فضل الله معهم بالتخفيف في حال البلاء ثم ما وقع عليهم من الغشي والإفاقة ـ كما في الخبر ـ إلى وقت إخراجهم من النار.
قوله جل ذكره : (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦))