فى الحال ؛ وكذلك كانت حالة النبيّ صلىاللهعليهوسلم في حال حديث الإفك ، وكذلك حالة أيوب عليهالسلام ؛ وإنما يتبيّن الأمر بعد ظهور آخر المحنة وزوالها ، وإلّا لم تكن حينئذ محنة (١) (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢)) وكلّ هذا بعد البلاء ؛ قال تعالى :
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)
قيل كان فداء الذبيح يربّى في الجنة قبله بأربعين خريفا.
والناس في «الْبَلاءُ» على أقسام : فبلاء مستعصب وذلك صفة العوام ، وبلاء مستعذب وذلك صفة من يستعذبون بلاياهم ، كأنهم لا ييأسون حتى إذا قتلوا.
قوله جل ذكره : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢) وباركنا عليه وعلى إسحاق ..)
وكلّ هذا بعد البلاء ؛ قال تعالى : «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً».
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (١١٤))
منّ عليهما بالنبوة ، وبالنجاة من فرعون وقومه ، وبنصرته عليهم.
(وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ)
يعنى التوراة.
(وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)
بالتبري عن الحوّل والقوة ، وشهود عين التوحيد.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ)
ثم قال جل ذكره : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣))
«إِلْياسَ» : قيل هو إدريس ، وقيل غيره ، وكان بالشام ، واسم صنمهم «بعل» ،
__________________
(١) ما بين القوسين موجود في ص وساقط في م.