[أي ما أنتم بفاتنين من الناس إلّا من أغويته بحكمي ، فبه ضلّوا لا بإضلالكم (١).
قوله جل ذكره : (وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤))
الملائكة لهم مقام معلوم لا يتخطّون مقامهم ، ولا يتعدّون حدّهم ، والأولياء لهم مقام] (٢) مستور بينهم وبين الله لا يطلع عليه أحدا ، والأنبياء لهم مقام مشهور مؤيّد بالمعجزات الظاهرة ؛ لأنهم للخلق قدوة فأمرهم على الشّهر ، وأمر الأولياء على السّتر.
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١))
أي سبقت كلمتنا لهم بالسعادة ، وتقدّم حكمنا لهم بالولاية والرعاية ، فهم من قبلنا منصورون : ـ
(إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ)
من نصره لا يغلب ، ومن قهره لا يغلب.
وجنده الذين نصبهم لنشر دينه ، وأقامهم لنصر الحقّ وتبيينه ... من أراد إذلالهم فعلى أذقانه يخرّ ، وفي حبل هلاكه ينجرّ.
قوله جل ذكره : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥))
تولّ عنهم ـ يا محمد ـ إلى أن تنقضى آجالهم ، وتنتهى أحوالهم. وانتظر انقضاء أيامهم ، فإنه سينصرم حديثهم وشيكا : ـ
(أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ).
__________________
(١) فى هذا الرأى رد على القدرية كما هو واضح.
(٢) ما بين القوسين الكبيرين جاء في م وسقط في ص.