(وَذَا الْكِفْلِ) : قيل كان تكفّل لله بعمل رجل صالح مات في وقته ، وقيل كفل مائة من بنى إسرائيل هربوا من أمير لهم ظالم ، فكان ينفق عليهم.
ويقال كان اليسع وذو الكفل أخوين.
قوله جل ذكره : (هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩))
أي هذا القرآن فيه ذكر ما كان ، وذكر الأنبياء والقصص.
ويقال إنّه شرف لك ؛ لأنه معجزة تدل على صدقك ، وإن للذين يتّقون المعاصي لحسن المنقلب.
(جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠))
أي إذا جاءوها لا يلحقهم ذلّ الحجاب ، ولا كلفة الاستئذان ، تستقبلهم الملائكة بالترحاب (١) والتبجيل. متكئين فيها على أرائكهم ، يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب على ما يشتهون ، وعندهم حور عين قاصرات الطّرف عن غير أزواجهن ، (أَتْرابٌ) : لدات مستويات في الحسن والجمال والشكل.
قوله جل ذكره : (هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣))
لشرّ مرجع ومنقلب ؛ وهي جهنم يدخلونها فيبقون معذّبين فيها ، وبئس المكان ذلك!
(هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧))
(حَمِيمٌ) : هو الماء الحار ، و (غَسَّاقٌ) هو عصارة أهل النار (٢) ، ويقال هو زمهرير جهنم (٣).
__________________
(١) هكذا في م وهي في ص (بالإيجاب) ونحن نؤثر (بالترحاب) لتقابل ما يقال لأهل النار فيما بعد (لا مرحبا بهم)
(٢) هذا قول محمد بن كعب.
(٣) هذا قول ابن عباس. وقال عبد الله بن عمرو : هو قيح غليظ نتن. وقال قتاده : هو ما يسيل من فروج الزناة ، ومن نتن لحوم الكفرة وجلودهم من الصديد والقيح. وقال آخرون إنه يحرق ببرده كما يحرق الحميم بحره (القرطبي ح ١٥ ص ٢٢٢).