(الْعَزِيزِ) : المعزّ لأوليائه ، (الْعَلِيمِ) بما كان ويكون منهم ، فلا يمنعه علمه بما سلف منهم عن قضائه.
قوله جل ذكره : (غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣))
كتاب معنون بقبول توبته لعباده ؛ علم أنّ العاصي منكسر القلب فأزال عنه الانكسار بأن قدّم نصيبه ، فقدّم اسمه على قبول التوبة. فسكّن نفوسهم وقلوبهم باسمين يوجبان الرجاء ؛ وهما قوله : (غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ).
ثم عقبهما بقوله : (شَدِيدِ الْعِقابِ) ثم لم يرض حتى قال بعدئذ (ذِي الطَّوْلِ).
فيقابل قوله : (شَدِيدِ الْعِقابِ) قوله : (ذِي الطَّوْلِ).
(ويقال : غافر الذنب لمن أصرّ واجترم ، وقابل التوب لمن أقرّ وندم ، شديد العقاب لمن جحد وعند ، ذى الطول لمن عرف ووحد) (١).
ويقال غافر الذنب للظالمين ، وقابل التوب للمقتصدين ، شديد العقاب للمشركين ، ذى الطول للسابقين.
ويقال : سنّة الله أنه إذا خوّف العباد باسم أو لفظ تدارك قلوبهم بأن يبشّرهم باسمين أو بوصفين (٢).
(إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) : وإذا كان إليه المصير فقد طاب إليه المسير.
قوله جل ذكره : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (٤))
__________________
(١) ما بين القوسين بأجمعه ساقط من ص وموجود في م.
(٢) وهذه آية كرمه سبحانه.