حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٧))
حملة العرش من حول العرش من خواص الملائكة (١) ، مأمورون بالتسبيح لله ، ثم بالاستغفار للعاصين ـ لأنّ الاستغفار للذنب والتوبة إنما تحصل من الذنب ـ ويجتهدون في الدعاء لهم على نحو ما في هذه الآية وما بعدها ؛ فيدعون لهم بالنجاة ، ثم برفع الدرجات ، ويحيلون الأمر في كل ذلك على رحمة الله.
قوله جل ذكره : (وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩))
(وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ) : فلئن سلّط عليك أراذل من خلقه ـ وهم الشياطين ـ فلقد قيّض بالشفاعة أفاضل من خلقه ومن الملائكة المقرّبين
قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠))
أشدّ العقوبات التي يوصلها الحقّ إليهم آثار سخطه وغضبه ، وأجلّ النّعم
__________________
(١) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله (ص) : «أذن لى أن أحدّث عن مسلك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» ذكره البيهقي ، وقال : هو أعظم المخلوقات.