ـ والذي هو للرّوح روح ـ بقاؤهم بالله.
ويقال : روح هو روح إلهام ، وروح هو روح إعلام ، وروح هو روح إكرام.
ويقال : روح النبوة ، وروح الرسالة ، وروح الولاية ، وروح المعرفة.
ويقال : روح بها بقاء الخلق ، وروح بها ضياء الحق.
قوله جل ذكره : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (١٦))
يعلم الحاصل الموجود ، ويعلم المعدوم المفقود ، والذي كان والذي يكون ، والذي لا يكون مما علم أنه لا يجوز أن يكون ، والذي جاز أن يكون أن لو كان كيف كان يكون.
(لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ)
لا يتقيد ملكه بيوم ، ولا يختصّ ملكه بوقت ، ولكنّ دعاوى الخلق ـ اليوم ـ لا أصل لها ؛ إذ غدا تنقطع تلك الدعاوى وترتفع تلك الأوهام.
قوله جل ذكره : (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧))
يجازيهم على أعمالهم بالجنان ، وعلى أحوالهم بالرضوان ، وعلى أنفاسهم بالقربة ، وعلى محبتهم بالرؤية.
ويجازى المذنبين على توبتهم بالغفران ، وعلى بكائهم بالضياء والشفاء.
(لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) : أي أنه يستحيل تقدير الظلم منه ، وكل ما يفعل فله أن يفعله. (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) مع عباده ؛ لا يشغله شأن عن شأن ، وسريع الحساب مع أوليائه في الحال ؛ يطالبهم بالصغير والكبير ، والنقير والقطمير.
قوله جل ذكره : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى