استئصالهم ، ولأذقناهم في الحال وبالهم (١).
قوله جل ذكره : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦))
(فَلِنَفْسِهِ) لأن النفع عائد إليه. ومن عمل عملا سيئا فإنما ظلم نفسه ، وأساء إليها ؛ لأنه هو الذي يقاسى ضرّه ويلاقى شرّه.
قوله جل ذكره : (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧))
لمّا استعجلوا وقالوا : متى تقوم هذه القيامة التي يتوعّدنا بها؟ قال الله تعالى : إنّ علم القيامة ينفرد به الحقّ فلا يعلمه غيره ، فكما لا يعلم أحد ما الذي يخرج من الأشجار من الثمار ، وما الذي تنطوى عليه أرحام النساء من أولادها ذكورا وإناثا ، وما هم عليه من أوصاف الخلقة ، وما يحصل من الحيوانات من نتاجها ـ فلا يعلم هذه الأشياء إلا الله ـ فكذلك لا يعلم أحد متى تقوم القيامة.
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي ..) : يتبرءون من شركائهم ، ولكن في وقت لا تنفعهم كثرة ندمهم وبكائهم.
قوله جل ذكره : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (٤٩))
__________________
(١) فى موضع سبق أوضح القشيري أنه ربما كان من أسباب الحكمة الإلهية في تأخير عقوبة أمة النبي «ص» ـ كما حدث للأمم السابقة ـ هو تأخير العذاب بسبب ما يخرج من أصلابهم من المؤمنين.