قوله جل ذكره : (وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢))
يريد بها السفن التي تجرى في البحار ؛ يرسل الله الريح فتسيّرها مرة ، ويسكّنها أخرى ، وما يريهم خلال ذلك من الهلاك أو السلامة .. وهو بهذا يحثّهم على التفكّر والتنبّه دائما.
والإشارة في هذا إلى إمساك الناس (١) فى خلال فترة الوقت عن الأنواء المختلفة ، وحفظهم في إيواء السلامة ، فالواجب الشكر في كل حالة ، وإذا خلص الشكر استوجب جزيل المزيد.
قوله جل ذكره : (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦))
يعنى أنّ الراحات في الدنيا لا تصفو ، ومن المشائب لا تخلو. وإن اتفق وجود البعض منها في أحايين فإنها سريعة (الزوال) (٢) ، (وشيكة) (٣) الارتحال.
(وَما عِنْدَ اللهِ) من الثواب الموعود (خَيْرٌ) من هذا القليل الموجود.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧))
(كَبائِرَ الْإِثْمِ) : الشرك. و (الْفَواحِشَ) : ما دون ذلك من الزلّات. فإذا تركوها لا يتجرّعون كاسات الغضب بل تسكن لديهم سورة النّفس ؛ لأنهم يتوكلون على ربهم فى عموم الأحوال.
(وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٨))
__________________
(١) المقصود بإمساك الناس هنا حفظ الله سبحانه وتعالى لهم.
(٢) وردت (العذاب) فى ص وهي خطأ في النسخ.
(٣) وردت (وسكية) فى ص وهي خطأ في النسخ.