وعذاب هؤلاء (يقصد الصوفية) مقيم في الغالب ، وهو عذاب مستعذب ، أولئك يقولون :
(رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢))
وهؤلاء يستزيدون ـ على العكس من الخلق ـ العذاب ، وفي ذلك يقول قائلهم :
فكلّ مآربى قد نلت منها |
|
سوى ملذوذ وجدي بالعذاب (١) |
فهم يسألون البلاء والخلق يستكشفونه ، ويقولون :
أنت البلاء فكيف أرجو كشفه |
|
إنّ البلاء إذا فقدت بلائي |
قوله جل ذكره : (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣))
إن خالفوا دواعى قلوبهم من الخواطر (٢) التي ترد من الحقّ عليهم عوقبوا ـ فى الوقت بما لا يتّسع لهم ويسعفهم ، فاذا أخذوا في الاستغاثة (٣) يقال لهم : أنّى لكم الذكرى وقد جاءكم الرسول (٤) على قلوبكم فخالفتم؟!
قوله جل ذكره : (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥))
__________________
(١) البيت للحلاج مسبوق بهذا البيت :
أريدك ، لا أريدك للثواب |
|
ولكنى أريدك للعقاب |
(ديوان الحلاج المقطعة السابعة)
(٢) الخواطر من الحق ، والهواجس والوساوس من الشيطان.
(٣) هكذا في م وهي في ص (الاستعانة) وكلاهما مقبول في السياق.
(٤) الرسول هنا ـ لأن الحديث هنا عن الصوفية ـ مقصود به ما يرد على قلوبهم من لدن الحقّ من الكشوفات والمواصلات.