قوله جل ذكره : (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١))
أهلكهم ولم يغادر منهم أحدا : ـ
(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
وفي الخبر : «لو كان الظلم بيتا في الجنة لسلّط الله عليه الخراب» ؛ فالنفوس إذا ظلمت بزلاتها خربت بلحوقها شؤم الذّلة حتى يتعود صاحبها الكسل ، ويستوطن مركب الفشل ، ويحرم التوفيق ، ويتوالى عليه الخذلان وقسوة القلب وجحود العين (١) وانتفاء تعظيم الشريعة من القلب. وأصحاب القلوب إذا ظلموها بالغفلة ولم يحاولوا طردها عن قلوبهم .. خربت قلوبهم حتى تقسو بعد الرأفة ، وتجف بعد الصفوة.
فخراب النفوس باستيلاء الشهوة والهفوة ، وخراب القلوب باستيلاء الغفلة والقسوة ، وخراب الأرواح باستيلاء الحجبة والوقفة ، وخراب الأسرار باستيلاء الغيبة والوحشة (٢).
قوله جل ذكره : (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥))
ذكر قصة لوط وأمته ، وما أصرّوا عليه من الفاحشة ، وما أحلّ الله بهم من العقوبة ، وإحلال العقوبة بامرأته التي كانت تطابق القوم ، وتخليص الحقّ لوطا من بينهم ، وما كان من أمر الملائكة الذين بعثوا لإهلاكهم.
قوله جل ذكره : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩))
__________________
(١) أي لا تكون مقرا للاعتبار.
(٢) هذه إشارة هامة توضح آفات الطريق في مراحله المختلفة.