محبتهم ، وأسرار الموحّدين قرار مشاهدتهم (١) ، فى أسرارهم أنوار الوصلة وعيون القربة ، وبها يسكن ظلما اشتياقهم وهيجان قلقهم واحتراقهم.
(وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ) من الخوف والرجاء ، والرغبة والرهبة.
ويقال (جَعَلَ لَها رَواسِيَ) اليقين والتوكل.
ويقال الرواسي في الأرض الأبدال والأولياء والأوتاد (٢) ؛ بهم يديم إمساك الأرض ، وببركاتهم يدفع عن أهلها البلاء.
ويقال الرواسي هم الأئمة الذين يهدون المسترشدين إلى الله.
قوله جل ذكره : (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
(جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً) بين القلب والنفس لئلا يغلب أحدهما صاحبه.
ويقال بين العبودية وأحكامها ، والحقيقة وأحكامها ، فلو غلبت العبودية كانت جحدا للحقيقة ، ولو غلبت الحقيقة العبودية كانت طيّا للشريعة.
ويقال : ألسنة المريدين مقرّ ذكره ، وأسماعهم محلّ الإدراك الموصّل إلى الفهم ، والعيون مقر الاعتبار.
قوله جل ذكره : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ...)
فصل بين الإجابة وبين كشف السوء ؛ فالإجابة بالقول والكشف بالطّول ، الإجابة بالكلام والكشف بالإنعام. ودعاء المضطر لا حجاب له ، وكذلك دعاء المظلوم» ولكن لكلّ أجل كتاب».
__________________
(١) هكذا في م وهي في ص (مساعدتهم) ويبدو أن الهاء التبست على الناسخ ، فالمعروف أن الاسرار محل المشاهدة.
(٢) جاء في حلية الأولياء (ح ٨ ص ٣٦٧) حديث عن النبي (ص) : «خيار أمتى في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأبدال ، كلما مات رجل أبدل الله عزوجل من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم).
ويرى الجرجاني : أن الأبدال سبعة (التعريفات ص ٣٧ ط مصر سنة ١٩٣٨)
ويرى ابن عساكر : أنهم ٢٢ بالشام+ ١٨ بالعراق (تاريخ دمشق لابن عساكر ح ١ ص ٢٧٨).
ويرى الهجويرى : أن الأوتاد أربعة يطوفون العالم بجملته كل ليلة (كشف المحجوب ص ٢٦٩).